المقلب الأول:
كان بين العم عبدالله المحمد الحمدان (أبو عليوي) والشيخ ابراهيم المعمر مقالب، (يسقيها) احدهما الآخر بالتناوب، وهي كثيرة، سوف آتي بنموذجين منها.
كان ابراهيم المعمر حينذاك قائم مقام جدة، وكان العم عبدالله المحمد الحمدان مدير المالية بمكة، وكان الاثنان صديقين.
مر العم عبدالله المحمد الحمدان، ورأى سيارة الشيخ ابراهيم المعمر واقفة امام فندق مكة في أجياد، وكان مديره آنذاك عبدالسلام غالي، وكان العم عبدالله عائدا من عمله في المالية في اجياد. وأدرك ان ابراهيم سيعود الى جدة بعد ان يقضي غرضه، وفي الغالب كان غرضه مع سمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز، نائب الملك عبدالعزيز في الحجاز، وأدرك عبدالله كذلك ان ابراهيم قد اعد له عشاؤه، وأنه سيأكله في منتصف الطريق الى جدة، فاحتال عبدالله ومساعدوه على سائق ابراهيم، وأبعدوه عن السيارة، وأخذوا قدر العشاء ووضعوا بدلا منه قدرا مملوءا بالحجارة.
استقل ابراهيم سيارته، واتجه الى جدة، وفي منتصف الطريق خرج هو ومن معه عن الخط، وفرشوا سجادة لهم، وأحضروا القدر، فصدموا حين رأوا انه لا طعام فيها، وأن الذي فيها حجارة لو كان لها شفاه لابتسمت لنجاح المقلب. عرف ابراهيم فيما بعد ان الذي استبدل الاكل بالحجارة هو عبدالله المحمد وقرر ان يرد له الصاع صاعين متى سنحت الفرصة.
رد المقلب:
كان إبراهيم المعمر في يوم من الأيام في طريقه الى الطائف لمقابلة سمو الأمير فيصل، وعند مروره بالسيل الكبير وجد عبدالله المحمد الحمدان هناك، ونزل عنده ليشرب القهوة والشاهي، ولاحظ أن قدر غدائهم على النار، فأسر الى أحد مرافقيه (سعد العثمان) بأن يحاول ان يغافل الطباخ، ويضع الملح كله في الأكل، في القدر الذي على النار، وسعد هو من لامه ابن معمر على غفلته عند سرقة عشائه في تلك الليلة.
استطاع سعد ان يضع جميع الملح في الطعام، وأشار لابن معمر سرا ان المهمة تمت بسلام، فاستأذن ابن معمر من أبي عليوي، وحاول أبو عليوي أن يثنيه من السفر الى أن يشاركهم غداءهم، فاعتذر بانه يريد أن يصل الى مكتب سمو الأمير فيصل قبل أن يغادره سموه. ولما قدم الأكل خيل للجميع أنه ملح وضع فيه قليل من الأرز واللحم، فأدرك أبو عليوي رحمه الله أن هذا من تخطيط ابراهيم، وأنه اخذ ثأره وافيا منه، وأصبحت هذه الحادثة حديث أصدقائهم حينذاك قبل أن يرد (أبو عليوي) على الرد.
ذكرت هذه القصه على صفحة وسم على أديم الزمن
لا تعليق